جوهرةُ القـدس مـن الكنـز الخـفـي |
|
بـدت فابــدت عاليـات الأحــرفِ |
وقـد تجلّـى مـن سمـاء العظـمــه |
|
مـن عالــم الأسماء اسمـى كَلِمَـهْ |
بـل هـي اُمّ الكلـمات المـحـكمــه |
|
فـي غيــب ذاتهـا نكـات مبهـمه |
اُمّ الائـمـة العـقـول الغـرَّ بـــلْ |
|
اُمّ أبيـهــا وهـو علــة العــللْ |
روح النـبيّ فـي عظـيم المنـزلــةْ |
|
وفي الكفـاء كفـو من لا كفــوَ لـهْ |
هـي البـتـول الطـهـر والعــذراء |
|
كمــريــم الطهـر ولا ســـواء |
فــانّهــا ســيــدة النـســـاء |
|
ومريـم الكبـــرى بـلا خفـــاء |
وحبـهـا مـن الصفــات العاليــة |
|
عليــه دارت القـــرون الخالـيـة |
تبتّـلـت عــن دنــس الطبـيعـة |
|
فيــا لهـا مـن رتـبـةٍ رفيـعــة |
فـي اُفـق المجــد هـي الزهــراء |
|
للشمـس مـن زهرتـهـا الضيــاء |
بـل هــي نــورُ عالــم الأنـوارِ |
|
ومطلـع الشـمــوس والاقـمــارِ |
رضيـعـة الوحــي مـن الجلـيـل |
|
حليفـــة المحـكــم والتنـزيــل |
مفـطـومــة مــن زلل الأهــواء |
|
معصومة عـن وصـمة الأخـطــاء |
زكيــة مــن وصــمـة القيــود |
|
فهــي غنـيـة مــن الحـــدود |
يـــا قبلــة الأرواح والعـقــول |
|
وكعبـــة الشهــود والـوصــول |
لهـفـي لهـا لقــد اُضيـع قـدرُهـا |
|
حتــى توارى بالحـجـاب بــدرها |
تجرّعـت مـن غصــص الزمــان |
|
مـا جـاوز الحـدَّ مــن البــيـانِ |
إنّ حديــث البـــاب ذو شجــون |
|
مـمّـا جنت بــه يـــد الخــؤنِ |
أيضــرم النــار ببــاب دارهــا |
|
وآيـة النـــور علـى منـارِهـا |
وبـابـهـا بـاب نبـــي الرحمــة |
|
وبـاب أبـواب نجــــاة الاُمّــة |
بـل بابهـا بـاب العلــيّ الأعلــى |
|
فثـم وجــه الله قــد تـجـلّــى |
ما اكتسبـوا بالنـار غيــر العــرا |
|
ومـن ورائــه عـــذاب النــار |
ما أجهـل القـوم فــانّ النــار لا |
|
تطفـيء نـور الله جـلَّ وعــلا |
لكـنّ كسـر الضلـع ليـس ينجبـرْ |
|
إلاّ بصـمصام عـزيـزٍ مقـتـدر |
إذ رضّ تـلك الأضلــع الزكـيـة |
|
رزيــة لا مثـلهــا رزيـــهْ |
ومــن نبـوع الـدم مـن ثديـيـها |
|
يعـرف عُظـم ما جـرى عليهـا |
وجــاوزوا الحـدّ بلطــمِ الخــدَّ |
|
شُلّت يـد الطغـيـان والتعــدي |
فأجـرت العـين وعيـنُ المعــرفة |
|
تذرفُ بالدمع علـى تـلك الصفـة |
ولا يزيـلُ حمـرة العـينِ ســوى |
|
بيضُ السيوف يـومَ يُنشرُ اللـوى |
ومـن سـواد متـنها اسـودّ الفـضا |
|
يـا ساعـدَ الله الإمـام المرتضـى |
ووكـز نعـل السيـف فـي جنبـيها |
|
أتـى بكـلّ مــا أتـى عليـهـا |
ولســتُ أدري خبــر المسـمـرا |
|
سلْ صـدرها خُـزانـة الأسـرار |
وفـي جنيـن المجد ما يُدمي الحشـا |
|
وهـل لهـم إخفـاء أمرٍ قد فشـى |
والبــابُ والجــدار والدمـــاءُ |
|
شهـود صـدقٍ مـا بــه خفـاءُ |
لقد جنـى الجانـي علـى جنينهــا |
|
فانـدكّت الجـبال مـن حنـينهـا |
أهكــذا يُصـنـع بابـنـة النبـي |
|
حرصـاً على المُـلك فيـا للعجب |
أتُـمنـع المكـروبـةُ المقـروحـة |
|
عـن البكـا خوفـاً من الفضيـحة |
تـاللهِ ينـبغي لهـا تـبكـي دمــا |
|
مـا دامـت الأرض ودارتِ السمـا |
لفـقـد عـزَّهـا أبيـها السامــي |
|
ولا هتـضـامـهـا وذلَّ الحــام |